سورة غافر - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلا مَا تَتَذَكَّرُونَ} قرأ أهل الكوفة {تتذكرون} بالتاء، وقرأ الآخرون بالياء، لأن أول الآيات وآخرها خبر عن قوم.
{إِنَّ السَّاعَةَ} أي: القيامة {لآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ}.
{وقال ربكم ادعوني استجب لكم} أي: اعبدوني دون غيري أجبكم وأثبكم وأغفر لكم، فلما عبر عن العبادة بالدعاء جعل الإنابة استجابة.
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أبو منصور محمد بن سمعان، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني، حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان عن منصور عن أبي ذر عن يسيع الكندي عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: «إن الدعاء هو العبادة» ثم قرأ: {ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}.
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي الدورقي، حدثنا أبو الحسن علي بن يوسف الشيرازي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى القرشي ببغداد، حدثنا محمد بن عبيد بن العلاء، حدثنا أحمد بن بديل، حدثنا وكيع، حدثنا أبو المليح قال: سمعت أبا صالح يذكر عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع الله غضب الله عليه».
وقيل: الدعاء هو الذكر والسؤال، {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} قرأ ابن كثير وأبو جعفر وأبو بكر: {سيدخلون} بضم الياء وفتح الخاء، وقرأ الآخرون بفتح الياء وضم الخاء، {داخرين} صاغرين ذليلين.


{كَذَلِك} يعني كما أفكتم عن الحق مع قيام الدلائل كذلك، {يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}.
{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَارًا} فراشًا، {وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} سقفًا كالقبة، {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} قال مقاتل: خلقكم فأحسن خلقكم. قال ابن عباس: خلق ابن آدم قائمًا معتدلا يأكل ويتناول بيده، وغير ابن آدم يتناول بفيه. {وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} قيل: من غير رزق الدواب {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الفراء: هو خبر وفيه إضمار الأمر، مجازه: فادعوه واحمدوه.
وروي عن مجاهد عن ابن عباس قال: من قال لا إله إلا الله فليقل على إثرها الحمد لله رب العالمين، فذلك قوله عز وجل: {فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين}.


{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} وذلك حين دعي إلى الكفر.
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلا} أي: أطفالا {ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ} أي: من قبل أن يصير شيخًا، {وَلِتَبْلُغُوا} جميعًا، {أَجَلا مُسَمًّى} وقتًا معلومًا محدودًا لا تجاوزونه، يريد أجل الحياة إلى الموت، {وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي: لكي تعقلوا توحيد ربكم وقدرته.
{هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ} يعني: القرآن، يقولون ليس من عند الله، {أَنَّى يُصْرَفُونَ} كيف يصرفون عن دين الحق. قيل: هم المشركون. وعن محمد بن سيرين وجماعة: أنها نزلت في القدرية.
{إِذِ الأغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ} يجرون.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7